***** تجول بين النقوش مسبحاً *****

بكاء قلب


..بكى قلبي قبل مدامعي..حين استوقفني ذلك الحديث العظيم الذي تقشعر له الأبدان:
(إن عبدا أصححت لجسمه ووسعت له معيشته تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إلي لمحروم)*_أو كماقال_
إلهي رحمتك أوسع ..لقد عبثت بنا الدنيا أيما عبث..وجرفتنا سيولها إلى دهاليز الغفلة..
وتاهت بنا مراكبها في لجج الغواية..وتلاطمت بنا أمواجها حتى أرستناعلى شواطئ طول الأمل..
لم نستفق بحديث(من جعل الهموم هما واحدا هم المعاد كفاه الله سائر همومه ومن تشعبت به الهموم في أودية الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك)*
ولم يوقظنا حديث:(من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة
ومن كانت الدنيا همه فرق الله عليه شمله وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلاماقدر له)*
فبتنا في سبات عميق ..والقوم سراة..حتى فاتنا الركب وساروا بقيادنا إلى منى من دوننا..
لقد اجتباهم ربهم ليكونوا وفود الرحمن التي أخبرنا عنها حبيبه وخليله صلوات ربي وسلامه عليه وآله حين قال:
(الحجاج والعمار وفد الله دعاهم فأجابوه سألوه فأعطاهم)*
فليت شعري من المحروم فنواسيه.. ومن المغبون فنعزيه..
ساروا بجسومهم وأرواحهم ..وبقينا بحسراتنا وآهاتنا..
أجابوا الداعي العظيم(وأذن في الناس بالحج)فأتوه رجالا وركبانا..زرافات ووحدانا..
وأجبنا نحن داعي الهوى والتسويف..
فكان لهم:(فإنها من تقوى القلوب)
وكان لنا:(إن الله لغني عن العالمين)..
فيا إلهنا ورجاءنا ..اكتبنا ممن قطعوا معهم الوهاد,.وركبوا الجبال..ولا تكلنا إلى غفلتنا
أنت العليم وحدك..لا إله غيرك..ولارب لنا سواك ..عبيدك سواي كثير وليس لي سيد ولامولى سواك.. اللهم إن سار أهل المشعر وظفروا بجنة ملاطها المسك الإذفر..فاكتبنا في عدادهم ولاتحرمنا أجرهم..
واللهم إن دفع أهل الموقف إلى مزدلفة..وازدلفوا بنفرتهم إلى رحمتك..فباهيت بهم ملائكتك.. وأسبغت عليهم شآبيب رحمتك..
اللهم فادفع عنا النقمات ..وأسدل علينا ثياب العفو والمكرمات..وألبسنا لباس التقوى والعافية والرحمات..
اللهم اجعلنا ممن تعرض لنفحات الكرامات ..فسعد بها سعادة لا شقاء بعدها .
.سعادة تستر معها العورات وتؤمن الروعات..وتغفر الذنوب والزلات ..وتمحى بها الخطيئات.. وترفع الدرجات..إلى أقصى الغايات في الحياة وبعد الممات..
إنك يا إلهنا سميع قريب مجيب الدعوات.. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما يملأ الأرض والسموات.
*جميع الأحاديث في صحيح الجامع والسلسلة الصحيحة للألباني*
8 تعليقات
  1. no0o0o0ra Says:

    ×× بكاؤك ابكاني وسكب في النفس شيء من الإجلال والخشية ‘‘نسأل الذي خلقنا أن يذيقنا لذة الخشووووع بين يديه ،، لاحرمت تلك الأنامل الأجر ××


  2. جزاك الله خيرا ونفع بنا !!!!


  3. Mona Says:

    يارب اكتب لها حجّة ثانية ويسرها لها يارب ..
    جزاك الله خير ، فكل مانقشتيه في هذه المدونة رائع بروعة فاطمة ،
    جعلها الله في ميزان حسناتك ،


    استمري (f) 


  4. وأنت الأروع غاليتي منى..دمت لي ولمدونتي الفتية..يدا مساندة وقلبا نابضا بالود والإخاء. صادقا في الدعم والثناء..ومرآة نقية تصدح بالنقد البناء.. فالنقش يحتاج إلى جهد وصبر يكتنفهما قلوب محبة وصدور رضية وهذا ما ألمسه فيك وأمثالك ..لاحرمت رفقتك في ثنايا أسطري المتناثرة هنا وهناك


  5. الغالية أم عبدالرحمن
    كما عهدتك دائماً مبدعة ومتميزة ومواضيع هادفة ومفيدة . اللهم انفع بها كل من قرأهاوجعل الله ذلك في ميزان حسناتك ونفع بها الجميع .
    وهناك كلمات أعجبتني وأحببت المشاركة بها في مدونتك :
    الزيتون عندما يضغط يأتي لنا بالزيت الصافي . والفواكهه عند عصرها تعطينا ألذ العصائر . أما الورود فهي تسحرنا بعبير عطرها عندما تجفف وتطحن . إذا شعرت بمتاعب الحياة تضغطك بهمومها وتعصر قلبك فلا تحزن ،
    إنه الله يريد أن يخرج أحلى ما فيك ، فاستعن بالصبر.


    أختك نادية المبارك .


  6. ما أسعدني اليوم..وأنا أقرأ هذه الأسطر التي خطتها أنامل أستاذتي الفاضلة :نادية..والله لاتعلمين مدى فرحي واستبشاري وأنا أراك هنا على رأس من يأخذ بيدي ويشحذ همتي بين ثنايا مدونتي الوليدة..أكاد ألمس شذى المحبة يفوح من بين كلماتك النقية..وكأنني أشعر بروح الأخوة تلفني وتعانق قلبي بصدق ..بل وتدفعني قدما إلى الأمام..يالها من كلمات خرجت من القلب لتصل لشغاف القلب مباركة ومهنئة..داعمة ومساندة..وما أحوجني -بعد رحمة الله وفضله- لمددكم المبارك ياابنة المبارك..بوركت وبورك مدادك..


  7. gooldi_2001@hotmail.com Says:

    فرحتي اليوم واناأقرأ هذه النقوش لاتوصف علي الجهد القيم المميز بمواضيعها القيمه افكارومواضيع دينيه وتربويه وووو
    لم اجد ياغاليتي ام عبد الرحمن كلمه افضل من جزاك الله خير واستمرارك علي هذا النحو بالمربيه ذات هدف سامي لمجتمعنا بأذن الله وهذه فاطمه من عرفتها
    مع تحيات اختك/سبيكه الدوسري


  8. بل أنا من لا يكاد يصف نشوة الإغتباط تختلج أضلعه .. وغمرة البهجة تكتنف روحه.. وهو يرى من كان لهم اليد العليا عليه في حياته العملية.. ومن تركوا أجمل البصمات في مسيرته تلك.. يضعون نفس البصمات اليوم في ميدان آخر خارج حلبة السباق..ميدان صنعته كلماتهم المحفزة .. وثناءاتهم المسترسلة..ودعمهم المتواصل .. يسافر معه في كل مكان..يكاد يجد خفق قلوبهم يرافقه في نجاحاته..وصدق مشاعرهم يصفق له في رحلاته..
    وجودك /مديرتي الفاضلة وأختي العزيزة ..هنا ..هو بحق وسام شرف..وتاج فخر ..تعلو به هامتي,, وتتحلى به ناصيتي.. وماذلك عليك بغريب..وأنت من لازم خطواتنا تعزيزك الدؤوب ..فكنت لنا -ولاتزالين- معوانة على لأواء الدروب..
    سلمت لنا غاليتنا.. ودامت كلماتك ذخرا لنا منقوشا بأحرف من نور في جدران قلوبنا..