***** تجول بين النقوش مسبحاً *****

بين الإصلاح والتعيير


طريق المصلحين شائك محفوف بالمخاطر والمكاره..على عكس سبيل المفسدين في الأرض فهو محفوف بالشبهات والشهوات
وعلى جنبات الطريق شياطين الإنس والجن تؤزهم أزا ..(وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون)..
وما أرانا في هذا الزمان إلا نجسد هذا المعنى بينا واضحا سواء عبر القنوات الفضائية في جلباب الإعلام التقليدي أو من خلال ثوبه القشيب متمثلا في وسائل الإعلام الحر...فترى المصلحين الذين يسعون جهدهم-آجرهم الله- ويبذلون مافي وسعهم بل وأكثر مما يطيقون..شاغلين بتلك الجهود المباركة مساحات فضائية إعلامية على قنوات شهيرة ماكانت لتشغل -لولا جهودهم وحرصهم وسعيهم الحثيث-إلا بالباطل،تراهم بدلا من أن يشكروا ..أو على أقل الأحوال(فليقل خيرا أو ليصمت)..تراهم يسخر بهم ويستهزأ بهم..بل ويهانون ويتطاول عليهم بالسباب والشتائم وقبيح القول في مواقع التواصل الإجتماعي ..وكأنهم قد قارفوا منكرا جهارا نهارا..أو أشاعوا الفاحشة في المؤمنين أو دعوا إلى رذيلة أو طمسوا فضيلة أو شوهوا عقيدة أو غيبوا حقيقة..فتجد الهجوم عليهم من قبل كثير من الشباب لأسباب لاترقى لمستوى الفهم السوي ..وتلق من يتفنن لاستخراج مواطن الضعف والقصور في برامجهم..ويضع جهودهم تحت أقوى أنواع المجاهر ويسلط عليها أعظم الأضواء..كشفا لعيب أو تصيدا لزلة أو تسخطا على هفوة أو بحثا عن كبوة..وصدق من قال:(وعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا) وما أكثر عيون السخط لدى العقول العربية !!وتجدهم يلتمسون لآرائهم الفجة ..حججا واهية بل وقل إن شئت :مضحكة..فهاهم ينتقدون  ويهاجمون برنامجا يكشف لهم عوار المجتمعات العربية البعيدة عن تعاليم دينها..ويقارنها بمجتمعات احترمت إنسانيتها و دفعت عنها ظلم الاستعباد..وما أجملها من مقارنة !!لنتعلم منها دروسا بليغة..فنحن على أتم الاستعداد -كما قيل-:للوم العالم كله ومطالبته بالتغيير دون أن نطالب أنفسنا بذلك ..ومن هذه الأعذار القبيحة التي يدعيها البعض في نقده الهدام لمثل تلك ابرامج أنها تشعر أفراد المجتمع بالإحباط واليأس من التغيير..بل وزادوا على ذلك أنها تولد كراهية المواطنين لأوطانهم وتؤثر سلبا على ولائهم لتلك الأوطان..و هذا من إلقاء القول جزافا..فلا يختلف عاقلان على أن معالجة أوضاعنا الاجتماعية وطرح بعض من مشاكلنا على السطح لمحاولة إيجاد السبل العلاجية بصورة تراجيدية راقية تحترم عقل المشاهد وتراعي ذوقه..وتوقظ ضميره النائم وتثير انتباهه لبعض عيوبه سعيا لإصلاحها..كقاعدة لتفعيل رسالة التغيير الحضاري والاجتماعي على كافة الأصعدة وفي كل الميادين...لاشك أنها خير وأفضل دون أدنى جدل أو مزايدة- من طرح العيوب  وإظهار القبيح وستر المليح في مجتمعاتنا المسلمة بصورة كوميدية ساخرة..والاستخفاف بعقل المشاهد وازدراء مشاعره بل وصورته التي تظهرها تلك المسلسلات الهابطة والتمثيليلات الساقطة بشكل همجي بعيد كل البعد عن أدنى درجات التحضر وإظهار تلك الصورة المكذوبة على العالم بأسره من خلال فضائياتهم التي جعلت لهم ولأمثالهم وكرا ..ألا تتفق معي أخي القارئ الكريم بوحدة الغاية هنا وهناك؟
فكلا الفريقين قد جعل  (التغيير) مطمعا له ..لكن شتان بين السبيلين..فالأولون المباركون اتخذوا السبل التي تثبت سلامة نواياهم وصدق طواياهم مراعين بذلك سلامة الفطر واستقامة العقول ونزاهة الضمائر التي تشاهدهم على الفضائيات في شتى أنحاء العالم..
وأما الضالون المضلون فقد جعلوا السخرية والتعيير والاستخفاف بعقول المشاهدين ديدنهم وهاجسهم ..وعن أي تغيير زعموا يتحدثون وأي نهج حضاري اتبعوه وأي طريق راق سلكوه؟وهل من الإصلاح في شيء أن (ننشر غسيلنا للعالم)ونظهر صورة المواطن السعودي في أقبح صورة(صورة المغفل- القذر- الجشع -الأحمق-البخيل -الأخرق)ولاسيما المتدينين فقد نالت سهامهم المسمومة من هذه الشريحة النبيلة من مجتمعنا بنصيب وافر..ثم تجدهم يزيدون الذنب قبحا بتبريرهم لسوء فعالهم بدعوى التغيير ومحاولة الإصلاح ؟؟زورا وبهتانا وافتراء..ومع كل هذا لانجد من الأقلام الواعية لما يحاك ..الحريصة على سلامة صورة دينها وسمعة مجتمعها..من يتصدى لأمثال هؤلاء إلا قلة قليلة ..وبالمثل لانجد من يسلط عليهم سهام النقد الجارحة إلا أقل وأقل..
فأين أولئك من هؤلاء؟ومتى سنعي حقوقنا ونميط اللثام عن الأفواه المكممة عن قول الحق والصدع به ؟ ومتى سنميز الصديق من العدو؟ ومتى سنتوقف عن عادة النقد غير الهادف في كل وقت وحين؟ومتى سنركز أهدافنا في مصب واحد هو :رسالة التغيير الممنهج  الراقي؟
إلى أن نعثر على إجابات في ذواتنا لكم مني كل الود.. ودمتم خير مشاهدين وأبصر ناقدين..

يا أحلامي المتأخرة

عندما كان يوسف في السجن
كان يوسف الأحسن بشهادتهم
(إنا نراك من المحسنين)
لكن الله أخرجهم قبله!
وظل هو -رغم كل مميزاته-بعدهم في السجن بضع سنين!
الأول خرج ليصبح خادما
والثاني خرج ليقتل
ويوسف انتظر كثيرا!

لكنه خرج ليصبح (عزيز مصر)
ليلاقي والديه وليفرح حد الاكتفاء..

إلى كل أحلامنا المتأخرة:
تزيني أكثر،فإن لك فأل يوسف
إلى كل الرائعين الذين تأخرت أمانيهم عن كل من يحيط بهم بضع سنين..
لا بأس..
فدائما مايبقى إعلان المركز الأول (لآخر الحفل)

إذا سبقك من هم معك،
فاعرف أن ماستحصل عليه أكبر مماتتصور!
تأكد أن الله لاينسى الأماني والأحلام..
ولكن..يدخرها لك..
وأن الله لايضيع أجر المحسنين..

سلام من فؤادي

لكم عندي سلام من فؤادي
كماء المزن يسقي كل وادي
سلام لو رآه الناس يزهو
لمدوا نحوه كل الأيادي
ولكني أخص به أناسا
هم الأقمار من بين العباد
سلام فاح في الآفاق مسكا
يعطركم بأشواق الفؤاد
وتهنئتي بعيد الفطر ترنو
إليكم في حدائق من ودادي
***********
من العايدين
*******
لكم مني التحية والتهاني
معطرة بأزهار وكادي

عيدكم مبارك


أعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات
وهي ترفل في أثواب العز والنصر والتمكين