***** تجول بين النقوش مسبحاً *****

الإطراق الأخير/قراءة في أعماق الذات



شيخ جليل..وعالم فضيل
ذو منهج سلفي..وفكر وسطي..وقلم أصولي
مداد قلمه ينم عن حصافة رأي ..وحذاقة عقل..وسداد نظر..ورحابة أفق..ورصانة فكر
تتشرف نقوشنا باستضافته..والنهل من معين علمه الزلال
كانت له هنا وقفات شديدةالروعة..تأخذ بمجامع القلوب ...وتأسرالألباب ..وتجعلك ترى المشاهد كلها
رأي عين...فيستحيل الغيب شهادة...والبعيد قريبا
فقد أوتي-كما نحسبه والله حسيبه ولا نزكي أحدا على الله -من مفاتيح قلوب الخلق
 أسلوب أخاذ....وقبول في نفوس من قرأ له..
وفوق هذا وذاك ..فتح من الله ونور مبين..
إنه الشيخ: إبراهيم السكران
وكفاه فخرا وشرفا أن أثنى على قلمه السيال فضيلة الشيخ:محمد المنجد خيرا في محاضرة كنت قد حضرتها
للأخير حفظه الله،قرأت هنا (الإطراق الأخير) فانتفض قلبي قبل أن يقشعر بدني لما قرأت،
مواقف تصويرية لمشاهد غيبية غاية في العظمة،تقف لها الأقلام إجلالا وهيبة،
ويتوارى منها المرء استحياء من سوء ماقدم،
فذلك يوم عصيب، يوم لقاء الملك الديان
فاللهم يقظة قلبية وصحوة ضميرية وحسابا يسيرا..
وأنتم-أحبتي- عيشوا مع(الإطراق الأخير) لحظات تأمل وصفاء

لطفا تفضل بالنقر على هذا الرابط لقراءة المقال

إضاءات

في يوم يحتفل الغرب - ومن على شاكلتهم- بيوم أمهم..زعموا
أحببت أن أفيض على محبي النقوش فيضا من نور الهدي النبوي في بر الوالدين
وأن أقلدهم لآلئ باهرة من كلام الحكماء في هذا الشأن العظيم..

أحسن إلى والديك(فلا تقل لهما أف) إذا كانا قويين،
(ولاتنهرهما)إذا كت أقوى منهما(وقل لهما)في كل حال(قولا كريما)
يشعران معه بامتنانك وعرفانك وفرحك بخدمتهما،
ومما يرادف القول الكريم :الهدية والإبتسامة،
 والمبادرة إلى تحقيق رغائبهما قبل طلبها
ويعينك على ذلك : سؤال الله التوفيق للبر، واستشعار فضله ،
وخوف سوء عاقبة العقوق
(عبدالرحمن القرعاوي)

**************
ينبغي ألا ينظر المرء إلى أعمال والديه بمقياس
الندية،ولاينسى أن العمر الذي امتد بهما ليكبرا
أمضياه في تنشئته وصرفاه في تربيته
ومهما أخطآ فهما أصحاب الفضل الأول عليه
بعد الله عز وجل.

(عادل الخوفي)

شرف العمل لهذا الدين



أراني أترنم بدرر نقشت في حافظتي..وأحتسبها كنزا
لايفرط فيه إلا مغبون..كانت تنير دروبنا صباح مساء
وتبهج أيامنا برسائل ميمونة..تنزل من القلب منزل الدواء من الجسد العليل
إنها رسائل(جوال زاد) النفيسة التي طال اشتياقنا إليها
فكان لها بين النقوش أجمل الأثر..وأطيب الثمر ..وأزكى الريح والعطر
فدونكم هذا النقش من قديمها الجديد..وأرشيفها الزاخر المجيد
العمل للدين شرف ..وفي زمن التازلات أعظم شرفا
فلا تضيع شرفا قلدك الله إياه ولباس فضل أسبغه عليك وحرمه غيرك..
فتشبث به فإن المتخاذلون كثر والصابرون على جمر الحق قلة
ولن تضرهم قلتهم لأن الظفر لهم بإذن الله.
**********

أقلام ملونة

لم تشهد الأمة من المعاناة ماتشهده اليوم في انقسامها وتشتتها بسبب بعدها عن الإسلام
الذي هو مصدر عزتها،وفي تكالب الأمم وتداعيها على أبنائها بكل أنواع النكاية والتنكيل
وشغل الأفكار بسفاسف الأمور مستخدمين لتحقيق تلك الغايات حيلا براقة وحججا زائفة.
وبكثير من الأسف والحسرة نقول بأن هذا الحال قد أوقع كثيرا من المسلمين في اليأس والحيرة
والخوف على مستقبل هذا الدين،وعلى عزة المسلم التي ضاعت في خضم مغريات العصر والحضارة المزعومة،
وعلى الأبناء والبنات الذين نشأوا وترعرعوا في أحضان عولمة الحضارات الغربية.
فهل يحق لنا أن نيأس ونحتار ونخاف؟
إن كانت الإجابة بنعم،فمالفائدة من ذلك؟ بل وإلى متى نظل كذلك؟
لاشك -أختي الحبيبة-أن ضعف علمنا بسنن الله في خلقه،وجهلنا بحكمة الله عزوجل
وقضائه وقدره وعدله تجعلنا نيأس من رحمة الله ومن نصره....بينما
لوتأملت في هذا الواقع الأليم لأدركت أنه ربما كان في ذاته مبشرا ببزوغ فجر جديد للأمة..
ولربما صحت الأجسام بالعلل..
إذ كيف ينصر الله عزوجل قوما جانبوا جادة الصواب،ورضوا بأن يكونوا مع الخوالف،
والله تعالى من سننه في خلقه أنه(لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)..
كما أن الله عز وجل قد جعل هذا الحال تمحيصا للمؤمنين وتمييزا للصادق من غيره
(أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين)و
(ماكان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب)..
ومن حكمته أيضا سبحانه وتعالى:(ذلك ولويشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض،
 والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم)
والآن أختي الحبيبة : ضعي يديك في يدي ودعينا نأخذ بالجادة ونربي أنفسنا ثم أبناءنا..
ولتهتفي معي أخية: أن النصر لهذا الدين والعزة لأولياء الله
(وكان حقا علينا نصر المؤمنين) وأن الذلة والصغار للمعتدين...
قدر الله هذا إلى يوم الدين حيث قال:(كتب الله لأغلبن أنا ورسلي )
ولتعلمي أخيتي أن من سنن الله في خلقه..أنه من عمل وسعى واستفرغ وسعه وبذل جهده في تحصيل مقصد أو هدف ..
وصل إليه وبلغه..
فلنستجمع قوانا ولنأخذ بأسباب توفيقنا وتمكيننا المادية والمعنوية وسوف يعيننا الله عزوجل
ثم ..أخيتي : أين نحن من أحاديث نبينا صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله:
(ليبلغن هذا الأمر مابلغ الليل والنهار بعز عزيز أو بذل ذليل عزا يعز الله به الإسلام  وذلا يذل به الكفر )
وقال صلى الله عليه وآله وسلم:(لاتزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لايضرهم من خذلهم ولامن
خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك)
جعلني الله وإياك في الطائفة الناجية المنصورة..
وأصلح حال المسلمين..
********************
نقلا عن مجلة: بصائر
-التي تصدر عن مدرسة أسماء بنت أبي بكر الصديق لتحفيظ القرآن الكريم بالمنطقة الشرقية-

بين النجاح والفشل

 





 

قبس من نور التدبر

من ثمرات تدبر المشتركين:
(ءأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون)-الواقعة:64-
حتى الكلمة الطيبة تلقيها فالله يزرعها في القلوب.

************
في قوله تعالى:
(نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين)-الواقعة:73-
لطيفة،وهي: أن الله تعالى قدم كونها تذكرة على كونها متاعا،
ليعلم العبد أن الفائدة الأخروية أتم وبالذكر أهم.
{الرازي/ مفاتيح الغيب29/161}

************
(عندما أقرأ وصف المحتضر-وهو على عتبات الآخرة-
وروحه تودع الدنيا،أترك رهبة الصورة تغزو نفسي،وأنا مستكين:
{ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون،
فلولا إن كنتم غير مدينين،
ترجعونها إن كنتم صادقين}-الواقعة:83-87-
(محمد الغزالي/المحاور الخمسة للقرآن الكريم)

************
قبس من التدبر
من كتاب: ليدبروا آياته-المجموعة الأولى-

قطوف من(شكرا أيها الأعداء)

بمقدورك ألا تحب الظروف الصعبة
لكن ليس عليك أبدا أن ترفض التعامل الإيجابي معها!!
*************
"النقد البناء حين أنتقدك
أما النقد الهدام....فهو حين تنتقدني"
*************
أنت لاتصنع شيئا بنقل الأزمة
من ميدان الحياة ....إلى ميدان النفس!!
*************
(من كتاب: شكرا أيها الأعداء/للشيخ: سلمان العودة)

من لهم سواك





قال تعالى : "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلهُمْ يَرْشُدُونَ"
وقال تعالى: "أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ".
وفي  حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن سيد البشرية محمد صلى الله عليه وسلمقال: «أفضل العبادة الدعاء».
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الله ليستحيي أن يبسط العبد يديه يسأله فيهما خيرًا فيردهما خائبتين».
وفي «مستدرك الحاكم» عن حديث أبي هريرة tعن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة»
فاللهم  لك الحمد كله وإليك يرجع الخير كله , اللهم صلي على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اللهم  يا منان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام , يا حي يا قيوم يا غياث المستغيثين أغث إخواننا في ليبيا
 
اللهم عليك بالقذافي وأعوانه فإنهم لا يعجزونك
 إله الحق
 
اللهم إن القذافي قد خرج بخيله ورجله يريد إهلاك الحرث  والنسل  اللهم رد كيده في نحره واجعل الدائرة عليه , واحفظ إخواننا في ليبيا من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ومن فوقهم  ونعيذهم بعظمتك أن يغتالوا من تحتهم
اللهم أبدلهم حاكما خيراً ممن طغى وبغى وبدل شرائعك وضاهى كتابك وحارب أولياءك
اللهم الطف بأهلنا في ليبيا .. اللهم احفظهم بحفظك واكلأهم برعايتك و احفظ بلاد المسلمين يا رب العالمين
اللهم انصر المسلمين في أرض المختار وحكم فيهم شرعك واكفهم شر كل طاغية جبار
ربِ انصر إخواننا وأهلنا في ليبيا و لا تنصر عليهم، ربِ ثبت أقدامهم وارحمهم..ربِ رد كيد كل من أراد بهم السوء يا عزيز يا جبار..
اللهم تول أهل ليبيا برعايتك..اللهم احقن دمائهم ...اللهم ول عليهم خيارهم
واحفظ أعراضهم و سلم ذراريهم و أموالهم.
نسألك اللهم أن تعصم دماء المسلمين وأموالهم وأن تجنبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن
وان تصرف عنهم شرارهم وجميع بلاد المسلمين .
نسأل الله أن يجعل لإخواننا هناك من كل هم فرجا ومن كل ضيق ومخرجا ويحفظهم من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهمّ إنا نسألك السلامة لأهل ليبيا
اللهمّ بدّل خوفهم أمنا
اللّهمّ أظهر أمر الدين في أرض المختار
وولّ عليهم أخشاهم لربّهم وأتقاهم له
اللهمّ ولّ عليهم من يحكّم فيهم شرعك
اللهم اكفهم شر الأشرار وكيد الفجار وطوارق الليل والنهار إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن.

اللهم عجل الفرج وأرح العباد والبلاد ممن خربوها وأذلوا أهلها
اللهم خذ الظالمين أخذ عزيز مقتدر
اللهم أبرم لإخواننا في ليبيا أمرا رشيدا؛ تُعِز فيه أولياءك، وتُذِل فيه أعداءك، ويُعمل فيه بطاعتك
اللهم يا حي يا قيوم يا من بيده ملكوت كل شيء أنت تعلم ما حل بإخوان لنا و وأخوات لنا فيك فمن لتلك الأعراض ومن لتلك الدماء ومن لتلك الأرواح إلا أنت اللهم احفظهم بحفظك وأمن خوفهم وأبرم لهم أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك اللهم آمين والحمد لله رب العالمين.
***********
أرسلت عن طريق الحبيبة : أم يارا العمري
أثابها المولى وأجابها

إنصافا لمفكري الأمة


إحقاقا للحق..وإنصافا لدعاته
وتحقيقا لحديث:(أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا في الحدود)
درءا للشبهات..وصيانة للأعراض
كانت لنا وقفة هنا مع ..شخصية طال الجدل حول موقفها إزاء تظاهرات الشغب
الصفوي في البحرين
فالحمدلله  ..نقولها وألسنتنا تلهج بسؤاله عزوجل أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه
ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه



نقوش سلفية

قال الحسن البصري رحمه الله:
بورك لك في حاجة طال دعاؤك بها
(أي من حسن ظنك بربك أنه باب إلى الجنة فتح لك
بسبب تلك البلية أو الحاجة مالم تبلغها بعملك)

**********************

كان الفقيه التابعي بكر المازني يمشي وأمامه رجل يعمل حطابا
ويكرر أثناء مشيه :
الحمدلله..أستغفر الله
الحمدلله..أستغفر الله
فقال له الفقيه: ألا تجيد غيرها؟
فقال الحطاب: بلى،فإني أحفظ القرآن وأعلم الكثير
ولكن المرء لايزال يتقلب بين ذنب أو نعمة
وأنا أستغفر الله من الذنب وأحمده على النعمة
فقال الفقيه: جهل بكر وعلم الحطاب.

نقوش طيبة

إن كنت ترى نفسك أنك ناجح فلا بد من أن تتوفر فيك هذه العناصر:
·         سكينة القلب: أي هدوء البال وعدم الشعور بالذنب أو الخوف
·          تحقيق مستوى عال من الطاقة.
·          تحقيق علاقات طيبة مع الناس وهذا شيء أساسي في تحقيق الذات.
·          عدم الاحتياج المالي وهو يختلف من شخص لآخر
نلتقي في نقش قادم
(منقول عن:تطوير الذات)

قلوبنا معك ..فاصمدي

هاهو الشعب الليبي يشتـعل إشتعال النار في الهشـيم ،وينطلق إنطـلاق السيل العظيـم ، ويضـرب ضربة السيف الصريـم .
ويصِـرُّ على إسقاط الطاغية ، وعلى إسترداد حقوقه ، وإقامة سلطان العدل ، وإطـلاق مشـروع النهضة التي تلتحق بالنهضة العربية الكبرى ، لتعيد لأمّتـنا رسالتها الإسلامية الخالدة ، وترفع رايتها الحضاريـة الرائدة .
وهو يقــدّم هذه الأيام تضحيات عظيمة ، يقدم دماء أبنائه ، وأرواح شهدائه ، ويعرض نفسه لمواجهة نظـام هـو من أطغى الطغـاة ، ومـن أخبـث الفجرة العـتاة .
ليحرِّر الشعب الليبيّ من الظلـم ، والطغيـان ، والبغـي ، والاستعباد ، والعـدوان.
فالواجب على الأمّة الإسلاميّة دعم الشعب الليبي في جهـاده ، بكلِّ ما يحتاجه حتّى إسقاط الطاغيـة ، وعلى العلماء ، والمثقفين ، نصرهـم ، والشدّ من أزرهـم ، حتى يزيحوا هذا المستكبـر الخبيث ، ويبدلهم الله تعالى سلطانا عادلا ، وعيشـا كريمـا فاضـلا .

-وكتب: حامد العلي-
*************
(أنا أدعو الحكومات الإسلامية ومؤسسات المجتمع المدني وهيئات الإغاثة
أن يقوموا بواجبهم في إغاثة إخواننا في ليبيا، بل يجب وجوبا شرعيا أن تتنادى جميع المؤسسات
الإغاثية الأهلية والحكومية لإغاثتهم).
- د. عبدالعزيز الفوزان-

علاقة وهمية





يقول أحد الدعاة : لقيني رجل في العقد الثامن من عمره ، وقال لي : ورثت من جدي مبلغاً كبيراً من المال، لا أدري ماذا أصنع به، فقد كبر أولادي ، وشقوا طريقهم في الحياة ، ولدي منزل جيد، وكل أموري في حالة حسنة، فما الذي أصنعه بهذا المال ؟
يقول الداعية : قلت له : قدِّمه لآخرتك : ابنِ مسجداً ، اكفل أيتاماً ، أنشئ وقفاً ... فما كان من الرجل إلا أن قال : وهل أنا مخبول حتى أفعل ما تقول ؟!.
  
قال الداعية : أنت قلتَها فأنت عاجز عن الانتفاع بمالك في أي شيء من أمور دنياك وآخرنك ،و من تكون هذه حاله، فماذا يكون؟! .
السؤال الذي يطرح نفسه هو : إذا أخذنا معيار ذلك الداعية ، وطبقناه على أوضاع الأثرياء الكبار في عالمنا
الإسلامي، فكم ستكون نسبة الناجين من ـ مع شديد الاعتذار ـ من الخبل ؟

نحن نعرف أن الإنسان سوف يُسأل عن المال مرتين : مرة عن طريقة اكتسابه والحصول عليه ومرة عن طريقة إنفاقه ، ومن هنا فإن الخسارة ستكون فادحة جداً بالنسبة إلى من كسب المال من حرام،ولم يستفيد منه بأي وجه من وجوه الاستفادة . إن ملكيتنا للمال ليس لها أي معنى إذا لم نستطع الاستفادة منه في دنيانا أو آخرتنا ، وقد وضَّح ذلك نبيناـ صلى الله عليه وسلم ـ بأبلغ عبارة حين قال : (( يقول ابن آدم مالي ، مالي ، وهل لك يا ابن آدم ! من مالك إلا ما أكلتَ فأفنيت ، أو لبست فأبليت ، أو تصدقتَ، فأمضيت ؟ (رواه مسلم)
إن عقولنا مفطورة على التفكير في الماهيات ، وإغفال شأن العلاقات مع أن العلاقات تؤثِّر في الماهيات إلى درجة نستطيع أن نقول معها في بعض الأحيان : إن الشيء هِبة علاقاته .

حين يكون المرء في حاجة إلى عشرين ألفاً في الشهر حتى يعيش حياة مريحة ومرفَّهة ، ثم يأتيه ثلاثمئة ألف كلَّ شهر، فكيف تكون علاقته بما زاد عن متطلبات رفاهيته ؟
إن علاقته حينئذ تكون وهمية : أرقام تدخل ، وأرقام تخرج ، والأثرياء ا جداً لا يستطيعون حتى رؤية تلك الأرقام ، ومتابعتها ! .
تنشأ العلاقة الحقيقية بأموالنا حين نبذلها في بر الوالدين أو صلة رحم أو تفريج كربة مكروب أو إنشاء وقف لله ؛ تعالى ... .

علاقتنا بأموالنا وهمية ، وحين ننفقها على مسراتنا تصبح مؤقَّتة ، وإذا بذلناها في سبيل الله تحولت تلك العلاقة إلى علاقة أبدية ، حيث نلمس آثارها في دار الكرامة .
فهل من متأمل ، وهل ينجم عن التأمل شيء عملي ؟ .

                                                   
                                                 محبكم
                                                د. عبد الكريم بكار
                                               28/ 2 / 1432
 
************
أرسلت بواسطة أستاذتي الفاضلة وأخيتي الغالية:
د.نورة الصالح..جزاها الله عنا خير الجزاء