***** تجول بين النقوش مسبحاً *****

في ظلال العشر

قال ابن رجب رحمه الله: وجعل الله سبحانه وتعالى لبعض الشهور فضلا على بعض...وأقسم بالعشر وهي عشر ذي الحجة على الصحيح(ومافي هذه المواسم الفاضلة موسم إلا ولله تعالى فيه وظيفة من وظائف طاعتهيتقرب بها إليه ولله فيه لطيفة من لطائف نفحاته،يصيب بها من يعود بفضله ورحمته عليه فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات وتقرب فيها إلى مولاه بمافيها من وظائف الطاعات فعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات فيسعد بها سعادة يأمن بعدها من النار ومافيها من اللفحات..).
وفي مسند الإمام أحمد عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:(ليس من عمل يوم إلا يختم عليه)- صحيح الجامع-
وعن عمر بن ذر أنه كان يقول: اعملوا لأنفسكم رحمكم الله في هذا الليل وسواده ،فإن المغبون من غبن خير الليل والنهار والمحروم من حرم خيرهما وإنما جعلا سبيلا للمؤمنين إلى طاعة ربهم ووبالا على الآخرين للغفلة عن أنفسهم فأحيوا لله أنفسكم بذكره فإنما تحيا القلوب بذكر الله.إ.ه. من لطائف المعارف-.
فهلموا أحبتنا  فلنجب حادي الروح إلى بلاد التوبة النصوح.. ودعونا نذر الدنيا لأهلها..وليكن شعارنا:(هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى) ..ومن أراد أن يلبي نداء حبيبه فليبعث مكامن الشوق في نفسه وليستثر عوامل الحب ..وليحدوها بأجمل حداء وإلا كانت تلبيته باردة سمجة ودعوى محبته لا طعم لها...فالبداءة من العبد ثم الإجابة حتما من الرب (ادعوني أستجب لكم) (فاذكروني أذكركم).
أختي في طاعة الله...لنستحث همم المحبة حتى تلين لنا الطاعات فنقدم عليها متذوقين حلاوتهافلاجرم أن كان من دعاء الحبيب المحب صلوات ربي وسلامه عليه وآله:(وأسألك الرضا بعد القضاء وبرد العيش بعد الموت ولذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك..).
أما نحن فقد أفنى شوقنا إلى ربنا ولإرضائه  رين الشبهات وصدأ الشهوات وأهلكته جوائح المعاصي على مرور الأزمنة وتقادم العمر..دون كدح إلى الله..فاللهم هب لنا من لدنك سربالا إيمانيا جديدا وأسبغ علينا ثوبا روحانيا قشيبا نستقبل به هذه العشر المعلومات والأيلم المعدودات..واجعله ياإلهنا حلتنا الدائمة حتى توسد أجسادنا في لحودنا ..اللهم آمين.
            بتصرف من كتاب:القواعد الحسان في أسرار الطاعة/رضا أحمد صمدي


0 تعليقات