***** تجول بين النقوش مسبحاً *****

ماقد لايعرفه البعض عن الليبيين

لا أخال أحدا يقرأ مقالي هذا فيعتبرني أطنب في الوصف أو أسهب في الثناء..لا ..فإنها الحقيقة دون مبالغة  أو تزييف.
لقد عرفت -إخوتي القراء الأفاضل- عددا غير قليل من الأخوات الليبيات في بلاد الغربة وفي الوطن كذلك..
وخالط زوجي أيضا عددا كبيرا من الإخوة الليبيين هناك..في أماكن العمل ..ثم حظيت وزوجي بشرف عشرتهم النبيلة
 فكنا نتبادل الزيارات في المناسبات المختلفة في السراء والضراء على حد سواء..
فتعمقت علاقاتنا الأسرية و أصبحت تجمعنا بهم بفضل الله ومنته أواصر سامية من : حلق للذكر ومجالس للعلم ولقاءا ت أسبوعية كريمة ..عبر سنوات عدة..
خلصت  فيها مع زوجي إلى أن هذا الشعب هو من أشرف الشعوب العربية نسبا..وأجزلهم يدا..وأعظمهم نبلا..وأسماهم خلقا..وأكرمهم مروءة..وأوفاهم نخوة وشهامة..ليس هذا فحسب بل الأعظم من ذلك ..هو أنهم من أكثر شعوب العرب الإفريقية تمسكا بعقيدتهم النقية..وقيمهم وتقاليدهم وعاداتهم ذات الطابع الإنساني الراقي..والتي تجمع بين الأصالة والعمق التراثي التاريخي ..وبين المدنية والتحضر الأخلاقي..
لم أر قط -على سبيل المثال- بعيني رأسي أختا ليبية سافرة أو متبرجة في تلك الديار..
لم أر إلا نساء ليبيبات عفيفات محتشمات حد الوصف،  ترتدي كل منهن الحجاب الشرعي ملتزمة بجلبابها السابغ
(في الوقت الذي يرتدي فيه البعض-وأقول البعض-من فتيات الجزيرة العربية الحجاب على الطريقة العصرية -كما زعموا-: منديل على الرأس وبنطال ثم قميص لا يصل إلى الساقين)
 على الرغم من تيارات التغريب المناهضة للعقيدة الإسلامية التي تعصف ببلادهن والتي سحقت مناهج التعليم هناك ..
جميع من خالطت من الليبيات وبلا استثناء -اتسمن بحلاوة اللسان وطيب المعشر ودماثة الخلق وطلاقة الوجه وبشاشة المحيا وكرم الضيافة..بل جمع الله بينهن وبين أزواجهن في سجايا حميدة غير قليلة من: أريحية ومروءة إلى ماوراء السطر، وتنافس على الخير،ومبادرة إلى المعروف ، وتهافت على قرى الضيف،وتسابق إلى إغاثة الملهوف وإعانة الأخرق...
فلو قدر لك أن تزوري إحداهن في بيتها فستجدي عندها من أطايب الطعام ولذائذ الأصناف على مائدة متنوعة مايسر قلبك ويبهج ناظريك -حتى لو كانت تئن من ضيق ذات اليد-..ليس هذا فحسب بل إن المرأة الليبية
تختلف تماما عن غيرها من النساء الشرقيات في عصاميتها ونشاطها حتى أنها تخبز خبزها في بيتها ولا تعتمد على الأطعمة الجاهزة...
فهم شعب غير كسول ولامترف باذخ..بل هم شعب مولع بحب الخدمة والعمل والإعتماد على النفس
كان زوجي كثيرا مايثني على حرص الرجال الليبيين المتناهي على أداء الصلوات في أوقاتها رغم عملهم الشاق جدا بين ردهات المستشفيات  كأطباء مقيمين مكلفين بالتدريب المتواصل للعمل هناك ..
بل كان مما يلفت أنظارنا كثيرا هو أن من أكثر الجاليات مواظبة  على حضور الجمع والجماعات  الجالية الليبية ..
يالهم من شعب جبلوا على كريم الطباع..والتي يتشرف كل عربي مسلم بالإنتماء إليها..
لم نعهد منهم قط غدرا ولا سوءا ..ولم نجد منهم بغضا أو إعراضا ..بل على العكس..رغم تطاول العهود وتباعد الديار إلا أنهم أضافوا إلى قائمة أخلاقياتهم الفريدة :حسن العهد والبقاء على الود ..وحفظ المعروف..وعدم جحود العشرة..
يالها من قائمة تطول وتطول ..وأجد صعوبة في عدها وحصرها..وبالجملة فإن ما أود إيصاله في رسالتي هذه إلى كل أحبتي..
هو أن هذا الشعب -الذي ربما لم تتح لنا كسعوديين فرصا وافرة لنحظى بشرف خلطته على أرض بلاد الحرمين-هو شعب غاية في النبل .. والتفرد  في مكارم الأخلاق والتمسك بعقيدته الصافية..فهو شعب اجتمع على منهج أهل السنة والجماعة  بجميع أطيافه وعشائره وقبائله فلا تكاد تجد مبتدعا أو منتميا لفرقة أو طائفة ضالة من أهل الزيغ والبدع التي ابتليت بها كثييير من ديار العرب وبلاد الإسلام..
رغم سياسة القمع والبطش والتنكيل التي تساس بها تلك البلاد الحبيبة..ورغم كل محاولات التحريف والتشويه لدستورها الشرعي وهو كتاب الله وسنة نبيه واستبداله بما سمي بالكتاب الأخضر ..زورا وبهتانا وافتراء..ورغم مضي عقود أربعة على كل هذا
.. ورغم نشأة أجيال ترعرعت منذ نعومة أظفارها ورؤيتها النور على حكم طاغية جبار
.ورغم ضآلة حجم الكثافة السكانية ..ومعظمهم من الشباب الذين لم يعرفوا حاكما غير هذا المستبد المعتوه ..رغم كل هذا ..يأبى هذا الشعب إلا أن يكون كله (عمر المختار) !!
 فهل من عمر جديد أيها العمريون؟!!

2 تعليقات
  1. غير معرف Says:

    وكان هذا حقا للاهتمام. كنت أحب القراءة


  2. No0o0o0ra Says:

    ربما أكون أنا من البعض الذين عرفوا وعاشروا وصحبوا أرواحا ليبية ،وما زلت أنعم بفضل الله بصحبتهم ،
    من التزامن الجميل ،أنني وفي نفس اليوم قرأت مقالات للشيخ الدكتور سلمان العودة أثناء زيارته لليبيا برفقه الشيخ عبدالوهاب
    ومن جميل تلك المقالات "ليبيا وطن من قلوب "
    والآخر "ليبيا نضال وتاريخ " واعتقد أن العناوين كافية كشواهد على صحة كلامك .
    كذلك كنت من المستمعين وفي نفس اليوم لبرنامج " مع سماحة المفتي " وإذا الأسئلة تتوارد عليه من ليبيا تسأل وتستفتي في أمور دينها وتختم سؤالها بطلب من الشيخ بالدعاء لأهل ليبيا
    تعجب الشيخ ومقدم البرنامج ايضا وأشادوا بأخلاق ذلك الشعب الراقي وتمسكه بدينه رغم المجازر التي تحيط به.
    سبحان الله كيف تزامنت كل هذه الأمور رغم اختلاف مصادرهاألا أنها كلها في النهاية تشيد بهذا الشعب
    ولعمري أنه من عاجل بشرى المؤمن