***** تجول بين النقوش مسبحاً *****

الإعلام الجديد وصناعة العهد الحر

رغم شعوري بالتقزم إلى جوار عمالقة الفكر والأدب والحصافة والعلم الذين كتبوا ودونوا و سطروا..
.وسجلوا -صوتا وصورة- ما جادت به قرائحهم وما انقدح في آفاق فكرهم الواسع..
حول أحداث مصر الراهنة ومستجدات الشارع المصري والرأي العام العالمي  ..
إلا أنني أشعر برغبة جامحة في إطلاق العنان لقلمي الصغير ليسطر نزرا يسيرا مما يعتلج في نفسي ويجول في خاطري ..
سائلة المولى صدق النية  لعله بهذا يحلق في فضاء التقنية الفسيح ثم يلقى له قلوبا مصغية تلتقطه وآذانا مصيخة تتلقفه
 فيجد له منبتا مريعا فيها ..فيكون من ثمار الكلم الطيب الصاعد في عنان السماء..
فأقول مستعينة به سبحانه..
إن مابذله شباب مصر المكافح من أمثال : وائل غنيم وغيره كثير ممن جهلناهم ولم يجهل التاريخ صنائعهم..
ماهو إلا باكورة طلائع الإعلام الجديد  و هو قرينة قطعية على قدرة هذا الطراز الحديث من الإعلام على تأجيج العالم بأسره وليس شعبا واحدا فحسب-
وعلى إخضاع الطرف الآخر من العالم لمطالب الفئة المستضعفة والأقلية المضطهدة ..
وعلى نقل معاناة البسطاء من العامة عبر الفضاء إلى أعين المتجبرين وآذان المتغطرسين..
إن هذا النوع من الإعلام العصري..وليد الألفية الثالثة..
والذي مكنني أنا وأنت أخي القارئ الكريم من التواصل وتبادل التعليقات بل ومن ترك بصماتنا البسيطة
 وتدوين مايحلو لنا في أقصى الشرق ..
ليطوف أرجاء الأرض ثم ليصل في غضون أجزاء من الثانية إلى أقصى الغرب..
بعيدا عن ردهات الإستوديوهات .. وأضواء الكاميرات.. وجلبة الأجهزة الصوتية .. وترددات موجات البث الإذاعي والتلفزيوني..
بعيدا عن كل هذا الزخم من أدوات الإعلام التقليدي. . وبعيدا عن الحاجة لتقمص أدوار الإعلاميين وتمثيل أداء الفنيين ..
إن هذا الدور الجديد - بل والنعمة العظيمة من آلاء الباري سبحانه وتعالى الممتدة- الذي يلعبه هذا النمط الفريد من الإعلام  صنع منا جميعا بلا استثناء أبطالا  وصناعا لمرحلة زمنية جديدة وحقبة بازغة من مشرق التاريخ الحديث..
فقد استثمر شباب مصر النابغون - وهذا معروف عنهم ومشهود لهم به- بحذاقة وفطنة هذه الأداة العظيمة في عواقبها ..البسيطة في التعامل معها ..
لصالح التعبير عن مطالبهم الإنسانية النبيلة والتنفيس عن حرياتهم المكبوتة لرسم مستقبل واعد لهم..
ولأجل السعي نحو التغيير الإيجابي الأمثل الذي يتطلب بنية تحتية نقية من الفساد بأنواعه ..
وقاعدة شفافة نزيهة من التلوث بشرور الظلم والإستبداد..
لقد حركوا بإمرار أصابعهم  على لوحة المفاتيح شعبا بأكمله يفوق تعداده الثمانين مليونا ..
فانتفض بكل أطيافه وشرائحه وطبقاته مناديا  لصوت الحرية المخنوق..
ومنددا بعهد الديكتاتورية الأسود..وشاجبا لجبروت الفساد والتضخم لحساب الطبقية المقيتة..
 ومستنكرا لأيام التزوير والتنكيل وسوم أنواع العذاب..
نهض الشعب نهضة لارجعة بعدها ...متطلعا لغد مشرق يصل فيه صوت المرؤوس لرئيسه بلاحجب  ..
 طامحا لعودة السؤدد والعزة والمجد التي خلفتها أعظم الحضارات قاطبة ونثرت عبقها في تراب هذا المصر ..
حضارة دولة الإسلام منذ الفتح العمري ..
فكانت بحق ولادة لعهد حر جديد صنعته أنامل رواد الإعلام الجديد 
0 تعليقات