***** تجول بين النقوش مسبحاً *****

بين ناهد المانع و مروة الشربيني رحمهما الله

🍃بين ناهد المانع و مروة الشربيني🍃
         - رحمهما الله تعالى-
تذكرت قول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى : ( آية ما بيننا و بينهم يوم الجنائز)
 و أنا أتأمل لقطات و صوراً  للجموع الغفيرة المحتشدة لتشييع جثمان المغدورة رحمها الله تعالى : ناهد المانع .. حتى قال قائلهم : إنها لَتُعَدُّ من أكبر حشود الجنائز التي مرت على تاريخ الجوف ..
فسبحان من اطّلع على خفايا العباد و علم النوايا و السرائر فشاء بحكمته أن يظهرها علانية لعباده و قدّر بلطفه أن يكونوا هؤلاء الأخفياء الأتقياء - كما نحسبهم و لا نزكي على الله أحدا- رموزاً و أعلاماً يسطر التاريخ أسماءهم بأحرف من نور بعد أن يصطفيهم ربهم إلى جواره ليخلصهم من نتن الدنيا و يعجل لهم بلقائه ( لا تحسبوه شراً لكم بل هو خيرٌ لكم )، فأنا و أنت لا نرى إلا ظاهراً من القدر و لا نعلم ما يخفيه من حِكمٍ إلهية و أسرار ربانية عظيمة  تتجلى لنا و لو بعد حين.
تقافزت إلى ذاكرتي صورة ( مروة الشربيني) رحمها الله تعالى التي تشابهت مع ناهد في نفس الكيفية و لذات الأسباب التي قتلت بها الأولى - غفر الله لهما و أسكنهما فسيح جناته-
لقد مضى على قتل مروة المصرية شهيدة النقاب - كما نحسبها- في ألمانيا بضع سنين
و لم نرَ إعلاماً يذكرها  و لا حكما قضائيا عادلا  ينتصر لها.. و إنما تابعنا أخبارها بأسى و حزن و حسرة عبر نوافذ الإعلام المفتوح و حسب .
قُتلت مروة في قاعة المحكمة و أمام الجلاد و قاضي الدنيا و على مرأى و مسمع من جمهور المحكمة و زوجها و طفلها ذي العامين بسيل من الطعنات .. و لم ينعق ناعقو حقوق الإنسان و حرية المرأة و كرامتها .. بل لم نسمع حتى إلى الآن بما آلت إليه مجريات الأمور و الحكم القضائي الذي يفترض به أن يشفي غيظ صدور المؤمنين .. و أُغلق الملف و غدا طي الكتمان و أسدلت الستائر على أحداث المسرحية و الجريمة المنظمة التي دارت في قاعة المحكمة .. و لم نعلم بمصير المجرم المأفون .. 
و حلقت مروة - و هي حبلى في أشهرها الأولى -عاليا في سماء شهيدات الحجاب 
و نسأل الله تعالى قبولها في مواكب الشهداء .
و هاهو التاريخ يعيد نفسه اليوم مع شهيدة الحجاب السعودية و ضحية العنصرية ضد الإسلام ..في صمتٍ مطبق دونما جلبة يستحقها الحدث .. و يكفيها أن الله قد سمع صوت استغاثتها و اجتباها إلى جواره..
يكفيها ثناء الناس عليها و تزكيتهم لها و قد قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : ( أنتم شهداء الله في الأرض) و هاهي الجموع الغفيرة قد اجتمعت للصلاة عليها و دفنها في الجوف مسقط رأسها كما صلت جموعٌ بالأمس على جثمان مروة في مصر..
لقد ذهبت الضحية و بقي الجلاد 
أما الضحية فقد جاورت ربها الرؤوف الرحيم  
و أما الجلاد فسيمكث في الأرض يعيث فيها الفساد ماشاء له خالقه ليحصي عليه بغيه و عدوانه و لِيملي له حتى إذا أخذه لم يفلته .
و أما نحن شهود العصر فيبقى دورنا ..!!
دورنا :
# أن لا نصمت حتى تستوفى حقوق الضحايا 
و لا نتنازل عنها حتى و إن كنّ تحت أطباق الثرى
# أن نجيش الجيوش الإعلامية بقضّها و قضيضها لمحاربة الإرهاب الحقيقي ( لا الإرهاب المزيف) و العنصرية و التطرف ضد المسلمات 
# أن نسعى لتوفير سبل الدعم و الحماية لبناتنا المسلمات في كل مكان عبر : السفارات و القنصليات و الملحقيات الثقافية و ذلك بسنّ و استحداث قوانين جديدة تتواكب مع مستجدات الأحداث في الساحة لتأمين العيش الكريم لهنّ حيثما ولين وجوههن..
# أن نضم أصواتنا و نخاطب حكومات تلك البلدان لتقديم الاعتذار لأسر الضحايا و تقديم الوعود بعدم تكرار تلك الأحداث الدامية و تصنيفها عالميا بأنها من الاعمال الإرهابية التي ينبغي مكافحتها 
# توجيه النداءات المتتالية لهيئات حقوق الإنسان و مؤتمرات المرأة لفرض قوانين دولية لحماية المحجبات و المنقبات و عدم إثارة العنصرية و التمييز الطائفي ضدهن من خلال القوانين الجائرة التي تحرمهن من حق التعليم و العمل بسبب النقاب ( كما هو حاصل في فرنسا)، و عدم الصمت تجاه الأحداث الإرهابية المؤسفة الموجهة ضدهنّ.
# مطالبة حكومات تلك الدول بنشر الوعي و  ثقافة احترام الدين الاسلامي على وجه الخصوص  بين رعاياها واستجاشة مشاعرهم تجاه النساء المسلمات المغتربات و وجوب تمكين المسلمين من ممارسة شعائرهم الدينية بأريحية 
و لعل في ذلك مخاضاً لفتحٍ مبين و دعوة إلى دين الله عز و جل.

و يبقى القاسم المشترك بين مروة الأمس .. و ناهد اليوم .. أنهما قدمتا روحيهما فداءً للتمسك بالثوابت و الأصول .. 
و لا يزال الجلاد يصول و يجول .
🍃🍁🍃🍁🍃🍁
بقلم : فاطمة بنت مستور

0 تعليقات