***** تجول بين النقوش مسبحاً *****

مسلسل الابتعاث

🍂مسلسل  الابتعاث🍂
طالعتنا الأخبار و التغريدات بخبر مقتل الطالبة السعودية المبتعثة في بريطانيا : ناهد المانع الزيد - رحمها الله تعالى - غدرا و غيلة بسيل من الطعنات ،فتلقينا الخبر ببالغ الحزن و الألم لما آل إليه مصير فتاة طموحة متطلعة و طالبة علم مجتهدة -بإجماع أساتذتها في الجامعة - بعد أن غادرت وطنها و ذاقت ألم الغربة و البعد عن ذويها و هي التي لم تمهلها يد الغدر و الإجرام  لتكمل عقدها الثالث من العمر ، و قد عانت ما عانت استجابة و رضوخا لطلب جامعتها التي تنفذ كما ينفذ غيرها من الجامعات هذه الأجندة العجيبة التي تفرض على طالبات الدراسات العليا الابتعاث الخارجي رغم إمكانية و وجود فرص للابتعاث و الإيفاد الداخلي ، حيث لا نعلم لذلك أسبابا مقنعة و لا يمكننا ترجمتها إلا إلى : فرض التغريب على مجتمعنا المحافظ ذي القيم العليا و ذلك بالزجّ بفلذات الأكباد من البنين و البنات و إقحامهم في كيان المجتمعات الغربية المخالفة لنا في المعتقدات و القيم و الثقافات و العادات و التقاليد ( باختصار: في كل شيء) بلا مبررات منطقية و لا مسوغات مقبولة، و إلا فأين هي وزارة التعليم العالي من تطوير و تحديث برامج الدراسات العليا الداخلية مع هذا العدد الهائل من الأساتذة المنتسبين لها و أين هي جامعة كاوست التي يفترض بها و قد قيل أن من أهدافها : أن تكون المملكة السعودية منارا و مقصداً للابتعاث من كافة الدول إليها ،، لماذا لم تحقق الهدف الذي من أجله وُجدت ؟! لماذا لا يزال مسلسل فرض الابتعاث مستمرا رغم كل العواقب الوخيمة التي تجلت في حال كثير من المبتعثين و المبتعثات في الخارج : من تفكك أُسَري ، و طلاق .. و وقوع لبعض الشباب في حبائل المخدرات و المسكرات 
و تمرد و عصيان للفتيات على أولياء أمورهن و آبائهن ( كما حدث بالأمس القريب عند اقتران مبتعثة سعودية في كندا بشاب كندي دون إذن وليها و ما ترتب عليه من سجن ولي أمرها و ترحيله و منعه من السفر إلى هناك نهائيا بحجة اعتدائه على موليته و محاولة قتلها كما زعموا)
و أخيراً و ليس بآخراً ما حدث لناهد غفر الله لها و ربط على قلوب أهلها و ذويها .
لقد كانت ناهد -رحمها الله - مثالا نزيها للفتاة المسلمة المتمسكة بحجابها الشرعي ذات الخلق السامي كما شهد لها بذلك الجميع و كما أظهرت عدسات الكاميرا التي التقطت لها الصور دون أن تشعر بوجودها بل و دون أن تعلم أنها ستلقى حتفها بعد دقائق من مرورها في تلك الناحية و أن العالم كله سيكون شاهدا على عفتها و حشمتها و حيائها و طهارة لباسها من خلال ذلك الشريط المصور .. و في ذلك أعظم عزاء لأهلها ..
مضت ناهد إلى ربها بعد أن تاقت نفسها لنيل الدرجات العلى في الدنيا و نسأله تعالى أن يعوضها بالدرجات العلى من الجنة ، مضت و قد أكد بعض أقاربها أنها لم تكن ترغب في الابتعاث و إنما أُرغمت عليه تمشيا مع قوانين جامعتها لأنها لم تكن ترغب - و هي الشابة التي امتلأت همة - أن تصبح مجرد إدارية في الجامعة ، و مع ذلك فقد تحرّت الشروط الشرعية و اصطحبت معها أخاها في بعثتها و لازمت أصالتها حتى آخر أنفاسها،لكن السؤال هنا ماذا بعد ناهد ؟!
ناهد أفضت إلى ربٍّ كريم رحيم و نسأله تعالى لها أن يتقبلها في الشهداء و قد ماتت ميتة الأكابر من الخلفاء الراشدين و عظماء الصحابة : عمر و عثمان و علي رضي الله عنهم و أرضاهم الذين قتلوا طعناً غيلةً على يد أعدائهم الأفاكين الذين سيلعنهم التاريخ إلى يوم الدين، و أما أهلها فنسأل الله تعالى أن يخلفهم خيرا في مصابهم الأليم ،و يكفيهم شرفا ثناء الجميع على ابنتهم الشريفة العفيفة الصوّامة الحيية، و أما نحن فإنها تبقى لنا عِبراً و رسائل ربانية يرسلها ربنا تعالى إلينا ( بل و يُظهرها لنا صوراً و أحداثا متتالية ) لنعقل و نعي و نحافظ على بنياتنا من خطر الابتعاث ، فعقوقٌ بالأمس و قتلٌ اليوم ... و ماذا عساه يبقى !! 
ألا يكفي ما هُدِم من البيوت بسبب هذا الشر المستطير الذي غزا مجتمعنا و لم يكد يسلم منه بيت إلا  لطمه، لقد غادرت بعض المبتعثات الوطن متفقات مع أزواجهن و لما عافسن الحياة الغربية هناك زهِدْن في الأزواج و عشقن الحرية اللامنضبطة بضوابط الشريعة و الانفتاح المزعوم .. فتركن البيوت و الأبناء و آثرن الطلاق و الانعتاق من أسر الحياة الزوجية و البقاء هناك .. 
و السؤال الذي لابد أن نطرحه قبل أن يطرح نفسه بلا مجيب هو :
إلى متى سيستمر مسلسل الابتعاث ؟ و ماذا ننتظر من طوامّ أكثر من هذه ؟ و متى سنعقل تلك الرسائل و التنبيهات و العبر و العظات الربانية ( السكون الذي يسبق العاصفة ) ؟
رسائل ينبغي توجيهها لولاة الأمر نؤطرها بالتماس :
أوقفوا مسلسل الابتعاث !!!
🍃🍃🍃🍃
بقلم : فاطمة بنت مستور


0 تعليقات