***** تجول بين النقوش مسبحاً *****

ثناء يتلوها ثناء

عرفتها قبل تسعة عشر عاما
وجدت فيها مثالا يحتذى.. و أنموذجا به يقتدى.. وجدت في نشاطها اللا محدود و سعة اطلاعها و دماثة خلقها ما يجد فيه الحائر ضالته.. ذات همة عالية لا تقايض على وقتها بسفاسف الأمور ، بعيدة عن جلسات الاستراحة و الشاي ، تحوم كالنحلة طيلة يومها.. إن أعطت أعطت طيبا .. و إن أخذت أخذت طيبا .. وان وقعت على شيء لم تخدشه و لم تكسره .. خطواتها الوثابة تنبئ عن عزيمة وقّادة.. حيثما يممت وجهها  يتحلق حولها كويكبة من الطالبات.. حيث يجدن عندها بغيتهن .. فإن أردن الدعابة ففي جوفها منها الكثير.. و ان أردن طلاقة المحيا و بشاشة الثغر .. فعندها الشيء الوفير.. و ان بغين سرعة البديهة و الطرفة القريبة.. فقد اصبن الهدف .. فثمة من ذاك الشيء الغفير..رحابة الصدر.. سعة الأفق .. تجيد فنون الاحتواء.. قد أكبت على نصح الطالبات و وعظهن و إرشادهن بالحسنى.. و جعلت نصب عينيها هدفا لم تحد عنه قيد أنملة  بشهادة كل من عاشرها.. ذاك هو الدعوة إلى الله بالكلمة الطيبة و الموعظة الحسنة ..عكفت على كسب قلوب الطالبات لا لتحقيق شعبية و لإحراز شهرة او تكوين جمهور لشخصها- فيما نحسبها والله حسيبها ولا نزكي على الله أحدا -و إنما للأخذ بأيديهن إلى خالقهن تعالى.. فسخرت كل إمكاناتها - و هي المجيدة لتخصصها: اللغة الانجليزية- لتحقيق ذلك الهدف النبيل..
تواضعت في هيئتها.. و صارت الزهادة شعارا لها.. ليست في قائمة اهتماماتها الصيحات النسائية و التقاليع في عالم الأزياء و الطهي و... فزجاجة العطر و أدوات الزينة المعتادة عندنا
والتي لا تكاد تخلو حقائبنا منها - لا تعني شيئا في قاموسها..
قد طوت في جعبتها آلام أمتها و حملت على عاتقها هموم الدعوة و الإصلاح 
صاحبة عقيدة صافية .. و نهج سلفي صرف
مُنِحٓت هدية سماوية .. قبولا في الأرض حد الكلام ..فكانت بحق محط ثناء اهل الأرض و نرجو الكريم الرحمن ان تحظى بثناء أهل السماء ..
تيكم هي (ثناء مصلي)
غفر الله لها في العالمين
و رفع درجتها في المهديين و أخلفها في عقبها في الغابرين .. في سطور قلائل لا تفيها حقها
فبرحيلها طويت صفحة نقية ملئت بمداد العطاء .. و بغيابها أفل نجم( النشاط) الذي صنعته و عاشت حياتها ترفل في أثوابه.. تمثله و تتمثله في حركاتها و سكناتها..
غيب الموت (ثناء )عن  مقعدها العظيم في التربية و التعليم .. لكن ألسنتنا ستظل تلهج بالثناء عليها و قلوبنا بالدعاء لها 
( انتم شهداء الله في الأرض ) و نحن نشهد الله و ملائكته أنها من اهل الثناء
كتبته أختها في الله: فاطمة بنت مستور

0 تعليقات