***** تجول بين النقوش مسبحاً *****

""مثال حقارة الدنيـــــا ""

قال تعالى:(وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون) -العنكبوت:43-
مثل حقارة الدنيا الأطعمة الطيبة اللذيذة ذات الأصناف العديدة، والألوان الكثيرة،والأذواق الجميلةمن المآكل والمشارب التي يعشقها الناس ويتنعمون ويتباهون بها،انظر إلى ماتصير؟وفي أي حالة تكون عند خروجها من بني آدم!
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:(إن مطعم ابن آدم ضرب مثلا للدنيا، وإن قزحه وملحه فانظر إلى مايصير)-حسنه الألباني في صحيح الجامع برقم(2195)-.
فالدنيا حلوة خضرة زاهية،ونفس الإنسان تميل إليها ،والجاهل بعاقبتها يتنافس في رتبتها وكسبها.
فإذا كانت هي في الحقارة إلى هذه الدرجة النازلة الهابطة فماذا يرجو الإنسان منها؟....أيرجو مكانة وعزا وشرفا وعلوا،؟..
إن وهبته ذلك في فترة قضت عليه وكانت نهايته خسرانا مبينا(وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون)-الحشر:21

هذا مما خطه قلمها قبل رحيلها رحمها الله رحمة واسعة -ووالدي وموتانا جميعا-فكان أن قيض الله لها من يجمع شتات كتاباتها، ويلم شعث فوائد اقتبستها من قراءاتها المستفيضة في بطون أمهات الكتب التي كانت تبيت تقلب في صفحاتها،لم تكن تحلم وهي على قيد الحياة أن يخرج كتابا إلى النور يحمل اسمها ولم يطرأ ببالها ذلك وهي الخفية التقية النقية-أحسبها كذلك والله حسيبها ولا أزكي على الله أحدا-ولكن ربها وخالقها الذي قدمت عليه قبل مايزيد على السنتين ..علم سريرتها وهي التي كانت تجدغاية السرور في إهداء الآخرين من تلك الفوائد التي دونتها أناملها وكانت ترى في ذلك إهداء مهجة قلبها لمن تحب ..فلم تكن من أهل الدنيا بمظاهرها الجوفاء وزخارفها الشهباء...وإنما عرفناها من البسطاء الذين خلعوا ثوب البراءة من بريق الدنيا ووهج فتنها.. فساق الله لها - وهو المطلع على باطنها وقد أضحت بين يديه وتحت شآبيب رحمته- من يخرج كتابا يحمل بين جنباته غيضا من فيض إهداءاتها لنا ولغيرنا بل ويحقق ماورد فيه من أحاديث ويعزو كل نقل لصاحبه رغم كثرة مشاغله ...فسبحان الرحيم الرحمن ..اللطيف المنان..الرؤوف بعباده..الذي يعلم سرهم ونجواهم..وبواطنهم وظواهرهم..الشهيد عليهم..وهو المسئول والمرجو أن يغفر لصاحبتي  في العالمين..ويعلي درجتها في المهديين..وويجمعنا بها ووالدينا ومن نحب في فردوسه تحت سقف عرشه ..آمين
2 تعليقات
  1. No0o0o0ra Says:

    مأروع ما وجدت هنا ،، شعور بالسعادة يتنامى بداخلي اللحظة ،، اهو سعادة بعودتك ،، ام بنبضك الراقي ، ام بتلك التقية النقية التي نقلت الينا خبرها ،، حقاً من صدق مع الله صدق الله معه،، وما اعظم ما خلفت ،، اقشعر بدني وانا اتخيل فقط ان أمسك بكتاب كتب عليه تجميع فلانة - غفر الله لها - ،، نسأل الله أن يكون لها من العلم النافع ، وأن يوفقنا لسريرة من عمل يقيضنا الله عليها ،، كلمات حفزت بداخلي همم ، اسأل الله ان يثيبك ويرفع مقامك ،، فاطمة اطلقي قلمك فهنا اخوات لك يترقبون حرفك على أحر من الجمر
    فخوررررة أنا بك .


  2. No0o0o0ra Says:

    "" قرأت وقرأت ووصلت للسطر الأخير من المقال ، ورحت أبحث عن شيء بعد النقطةالأخيرة !!!
    كلمات تحمل من سمو المعاني الكثير بل الأكثر !!
    وهنيئاً لأختنا ما خلفت ،، وهنيئا للتي جمعت ، وهنيئا للتي سطرت خبرها هنا !! كلمات أيقظت همة واطلقت تأمل لحياة تأتي بعد تلك الحياة ،، رباه خذ بأيدينا لما فيه سعادتنا الآخروية وقيض لنا رفقاء يحسنون التعامل مع ما سنترك بعدنا من خير ،، وأخيرا ، هنيئا ليّ صحبتك يا أغلى . ""