***** تجول بين النقوش مسبحاً *****

إلى أبنائي وبناتي (الرسالة 1)






نحن في زمن تتلاشى فيه الأشيا المجانية، وتكثر فيه المساومات والمقايضات،وهذا يدفع الناس في اتجاه التماس علاقات ذات طابع إنساني وخيري،
وهم يجدون ذلك في علاقات الأخوة والصداقة الصادقة.
الحياة اليوم أشبه بصحرا ملتهبة والصديق المخلص فيها هو النسمة العليلة والظل الظليل وقطرة الندى الباردة..فهو العافية للبدن والضيا للعين والصوت الجميل للأذن..فما سمات الصديق الجيد؟ولماذا الشكوى المريرة عبر التاريخ من قلة الأصدقا؟
 #إن أول خطوة في اختيار الصديق تتمثل في الحرص على أن يكون صالحا، ينتفع المر بصحبته ويأوي إليه في الشدائد.
لا تنظر إلى الصديق على أنه مصدر للنفع ولكن انظر إليه على أنه مصدر للأنس والهداية والثواب من الله تعالىوأي شي أعظم من أن يقول الله تعالى يوم القيامة:(أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم بظلي يوم لا ظل إلا ظلي)-رواه مسلم-
#إن الذين يصلحون لأن يكونوا أصدقا من الدرجة الممتازة هم دائما قليلون وقليلون جدا وذلك لعدد كبير من الأسباب،ولهذا يروى عن عمر رضي الله عنه أنه قال:" إذا أصاب أحدكم ودا من أخيه فليتمسك به فقلما يصيب ذلك".
وشكوى الناس من قلة الأصدقا تعود إلى أنهم يريدون الكثير من الأصدقا المخلصين الصادقين، وهذا عسير للغاية...وأحيانا لايعثر المر على صديق ممتاز لأنه هو أصلا ليس شخصا ممتازا...وفي أحيان كثيرة يكون القيام بأعبا الصداقة الحقيقية متعذرا على بعض الناس فيعمدون إلى تقليص عدد أصدقائهم.
#أشعروا أصدقاكم أنهم يستطيعون الاعتماد عليكم في الأزمات والشدائد من غير أن يخافوا من المن..وأشعروهم أن ما يسرون به إليكم يظل سرا مصونا حتى لو سات العلاقة بينكم..
#غضوا الطرف عن هفوات الأصدقا واستروا العيوب،وأقلوا من اللوم وما أجمل قول الشاعر في هذا المعنى:
            من لي بإنسان إذا أغضبته       *       وجهلت كان الحلم رد جوابه
وقول الآخر:
          وإني لمحتاج إلى ظل صاحب     *       يروق ويصفو إن كدرت عليه
#من حق الصديق علينا أن ننصحه سرا وأن نثني عليه أمام الآخرين وأن نحمل كلامه على أجمل المحامل ونقبل اعتذاره...
#كونوا أصدقا جيدين ولاتطلبوا من أصدقائكم أن يكونوا كذلك فانتظار المكافأة إخلال بمعنى الصداقة.
#الصداقة أشبه بنبتة عزيزة تحتاج إلى رعاية وسقاية وحماية وإلا فقدناها.
#أخيرا أبنائي :هذه ليست أعبا ولاتكاليف ثقيلة وأنتم ستأخذون ممن صادقتموهم مثل ماتعطونهم وستنعمون بلفتاتهم الجميلة مثلما ينعمون بلفتاتكم.
(من كتاب:إلى أبنائي وبناتي..50 شمعة لإضاة دروبكم/د.عبدالكريم بكار-بتصرف-)
تعليق واحد
  1. No0o0o0ra Says:

    "" اختيار موفق لكتاب رائع ،، قرأت ذلك الكتاب ما يربو على ثلاث مرات وما زلت أعود إليه لأكتشف دروساً أخر !!! وهنا وجدت للكلمات طعم آخر ،،بوركت يمينك ، وداااااامت تدويناتك في نماء ""