***** تجول بين النقوش مسبحاً *****

كفاكم تهريجا

يالفراغ بعض الشباب أو قل إن شئت معظم الشباب..وحيث أن الشباب في شعبنا يمثل السواد الأعظم والشريحة الكبرى..فإننا نستطيع أن نعمم القول فنقول جزافا:يالفراغ شعبنا!!أهذه سياسة طاش ماطاش في علاج الظواهر المزرية والأمور المستعصية؟!أهي ثقافة التهكم والأسلوب الساخر التي تربى عليها هذا الجيل ؟! أراها ماثلة عيانا في عدد من البرامج -الفارغة على أقل تقدير- والمنتشرة على قنوات اليوتيوب أو على صفحات الفيس بوك أو متداولة على هيئة (برود كاست) في برامج أجهزة الجوال   !! يالها من برامج أقل مايقال فيها أنها مضيعة للوقت .زغير مافيها من سخافة وسفه..وقد نالت استحسان كثيرا من الشباب ،بعضها مما يحضرني اسمه من أمثال:لا يكثر ، وإيش اللي، وغيرها مما تنامى اسمه إلى مسامعي ولم تره عيني كما في:ملعوب علينا ..وغيرها ..وترى التنافس على حلبة الميدان والتسابق على صرعة هذه البرامج حامي الوطيس بين فئة الشباب ..لا أدري لم ؟! وأي جدوى عادت من هذه الفئة من البرامج سوى إضحاك الجماهير والاستخفاف بعقول الشباب والاستهتار بالواقع وإظهار حال المجتمع أمام العالم أجمع بصورة مزرية..هزلية ..هزيلة، ومن يرضيه هذه الحال؟! ومن يرتضيها؟! أساليب عقيمة لايزيد الهدف منها عن التهريج ولا تعلو الغاية منها على تبديد ثروة الوقت فيما لاطائل من ورائه ..
أليس من الوعي التربوي والإعلامي الاستضاءة بنور الوحي عند رسم البدائل وبرامج التغيير والإصلاح؟! ألا تتفق معي أخي القارئ الكريم أن في شريعتنا وهدي نبينا الأمين صلى الله عليه وآله وسلم ما يضع الموازين القسط لنعرض عليه ما يجد في حياتنا من متغيرات ثم نزنه ونقيسه ونقيمه فنغربله (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض)؟! أليست الموازين واضحة ومعلنة لاسرية فيها ولاغموض؟! ومن شاء فليرجع إلى الوحيين وليأتنا بقبس منهما.. فقد تركنا الهادي على مثل المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها بعده إلا هالك؟!
أليس الرسل هم أطباء القلوب فلاسبيل إلى تزكيتها وصلاحها إلا من طريقهم وعلى أيديهم؟!كما يقول ابن القيم رحمه الله في )تهذيب مدارج السالكين)فالطبيب الحاذق يعلم كيف يطب النفوس فلا يعمر قصرا ويهدم مصرا!!!فهذا نداء إلى تلكم الفئام من الشباب المترع بالنشاط المفعم بالأمل في التغيير..ولكنه ربما -لم يوفق إلى جادة الصواب في محاولاته الإصلاحية
!! أقول له عودوا أبناءنا إلى سبيل الرشاد -لاعدمناكم -يا روح الأمة  واسلكوا مسلك الأنبياء والدعاة والمصلحين على مدار التاريخ ..انظروا سيرهم وهديهم واحذوا حذوهم في برامج التغيير..تأملوا حتى في سير أعلام الغرب من العقلاء المنصفين الذين أنقذوا أممهم وشعوبهم من حيف الظلم وجور العنصرية وغطرسة التمييز العنصري من أمثال: نلسونمانديللا، ومارتن لوثر كنج ، وغاندي، هل جلس هؤلاء على كراسي التهريج والضحك والهمز واللمز وأضحكوا أممهم حد التشبع والاكتفاء ثم انقلبوا إلى أهليهم فقالوا : قد أبدعنا وأنتجنا وأنجزنا؟!أم أنهم بذلوا الغالي والنفيس وقدموا أرواحهم وأوقاتهم وجهودهم مكللة بالتضحيات حتى بلغوا أهدافهم وخلد التاريخ ذكرهم!!عودوا أبناءنا وفلذات أكبادنا عودوا عودا حميدا ولترعاكم عين الرحمن .ز ونعدكم أننا سنكون لكم خير عون  ..ولتكن أمتنا(خير أمة أخرجت للناس ) !!
 دمتم في حفظ الرحمن وكنفه
0 تعليقات